إن المؤمنين في هجرتهم إلى الله على ثلاثة منازل:
إما واحد يجاهد نفسه لكي لا يقع في الذنوب والعيوب ، وهذا يجاهد ليهاجر من المعاصي إلى الطاعات وهذا يوم القيامة من أهل
{أُوْلَـئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ} الأنعام82
أي ليس لهم شأن بجهنم ولا طريقها ولا عملهاوالمؤمن الثاني نفسه لا تحدثه بالمعاصي ، لكن تحدثه بالغفلة أو باللهو أو باللعب أو بالراحة ، فيقول لها أنا لا أضيع وقت لأن الدنيا عمرها قصير وكل نفس يحاسبني عليه العلي الكبير أنا أريد أن تكون أوقاتي كلها في الطاعات والقربات
{وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً} الكهف46
هذا يوم القيامة مثل ما يقول الله
{لَهُم مَّا يَشَاؤُونَ عِندَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الكَبِيرُ} الشورى22
لهم ما يشاءون عند ربهم في الآخرة الجماعة المقربين يريدون أن يكونوا في مقعد صدق عند مليك مقتدر ، فتقول لهم نفوسهم نريد أن نأخذ لنا مقعداً من مقاعد الصدق أو نجلس على كرسي من الذهب أو نجلس على منبر من نور أو نجلس على كرسي المجد ، المهم نكون في المكان الذي يقول فيه النبي العدنان
{أهل الكثيب في جنة عدن يتراءون ربهم كما تتراءون القمر في ليلة التمام}{1}
فالجماعة الذين يجلسون على الكثيب يرونه والذين يجلسون على الأرض أيضاً يرون والذي على كرسي ينظر لكن كل واحد على حسب منزلته وهؤلاء هم المعنيون بقوله عز وجل
{وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ} الكهف28
فالذين أمر الله نبيه أن يصبر نفسه معهم يقول فيهم: هؤلاء الذين معك هناك ، هم أصحابك هنا عندنا
{لَهُم مَّا يَشَاؤُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ} ق35
لهم الذي يريدونه وزيادة وما الزيادة؟ قال: الزيادة اجعلوها عندي لأنكم لا تعرفونها
{لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} يونس26
ولمن الزيادة؟ للذي على مثل أخلاقه ، حتى نحن في البشر أنت تجالس من؟ الذي مثلك مع الفارق الكبير بين تشبه العبد بصفات العلي الكبير وبين ظهور هذه الصفات في العلي العظيم عز شأنه لكن كونك أنك تتشبه بصفاته ، فهذه تستوجب محبة الله ورضاه عنك لأنك تحاول أن تكون على نهج صفات الله وأخلاقه عز وجل
ها هو موقف المؤمنين الصادقين والمقتصدين والمقصرين وكلهم كما قال الله ورثة لكتاب الله
{ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا} وهم أنتم جماعة المؤمنين: {فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ} فاطر32[/SIZE]
[SIZE="3"]
{1} رواه الترمذي وابن ماجة عن أبي هريرة[/SIZE]
http://www.fawzyabuzeid.com/table_books.php…
[URL="http://www.fawzyabuzeid.com/downbook.php…"][SIZE="5"]منقول من كتاب {الخطب الإلهامية_ج1_الهجرة ويوم عاشوراء}
اضغط هنا لقراءة أو تحميل الكتاب مجاناً[/SIZE][/URL]
https://www.youtube.com/watch?v=iA8KP7b2soU
[/frame]